ملعب ميسان الدولي : بين تأكيدات كبيان والديوان والمولى …ونفي معالي الوزير؟؟!!!!

تحقيق-عدي المختار-صحيفة الرياضة العراقية
صدم الرياضيون من أبناء محافظة ميسان وهم يطالعون عبر وسائل الإعلام التصريحات الأخيرة لمعالي وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر التي قال فيها (إن أحالة مشاريع وزارة الشباب والرياضة في بغداد وعموم محافظات العراق لشركات محلية ذلك لعدم وجود شركات أجنبية )!!!,هذا التصريح نزل على

الميسانيون كالصاعقة وهم يسمعون ويقرؤون وزير في دولة قانون يحيل ويعطي الضوء الاخظر ويدافع عن أحالة مشاريع الشعب لشركات محلية بكل ما تحمله الشركات الأهلية من مخالفات لا تعد ولا تحصى وتلكأ في العمل وعدم خبرة في انجاز المشاريع وفق القياسات الدولية المتعارف عنها ,تصريحات الوزير الذي عزاها كثيرون من أبناء ميسان بأنها كانت بمثابة الرد على تصريح لنفس المضمون لكنه يختلف بالهدف لنائب محافظ ميسان ورئيس ممثلية اللجنة الاولمبية الحاج خالد عبد الواحد كبيان عبر هذه الجريدة (رياضة وشباب) الأسبوع الماضي والتي استغرب فيها واعترض اشد الاعتراض على قرار إحالة ملعب ميسان الدولي لشركة محلية متلكئة في انجاز مشاريعها السابقة وغير مختصة في الإنشاءات والبنى التحتية الرياضية الأمر الذي دعانا في صحيفة (رياضة وشباب) بفتح ملف هذا الملعب العتيد وهم ملابساته التاريخية وما يحاك الآن له خلف الكواليس مؤمنين بان معالي الوزير ستكون له كلمة أخرى حال أكماله هذا التحقيق.
 
ملعب ميسان الدولي
ملعب ميسان الدولي ثاني أهم ملعب دولي بمواصفات مثالية في العراق بعد ملعب الشعب الدولي , ويتسع ل25000 متفرج إفتتح في عام 1987م وهو ملعب دولي استخدمه صدام خلال حروبه ثكنة عسكرية وفي زمن الاحتلال الأمريكي للعراق استخدم مقرا للجيش وتلقى ضربات صاروخية خلال تواجد البريطانيين فيه من قبل المقاومون في العمارة وعادت ملكيته مؤخرا لوزارة الشباب والرياضة, إلا انه الملعب الوحيد في العالم الذي لم تجرى عليه المباريات طويلا بل المناورات العسكرية منذ تأسيسه مطلع الثمانينيات حتى حملة بشائر السلام صيف عام 2008 ,لم يهنأ الميسانيون به طويلا عاش ملعبهم منذ ولادته إما محتلا أو مريضا.
وتشير المرويات التاريخية ” إن ملعب ميسان الدولي بدأ العمل في ملعب ميسان الدولي من قبل شركة هندية مطلع عام 1980من قبل وحال أكمال العمل به عام 1983 سلم للفيلق الرابع الذي كان مقره جنوب محافظة ميسان على الطريق الدولي (ميسان – بصرة ) فأقيم عليه حال افتتاحه استعراضا عسكريا فاستغله النظام كثكنة عسكرية آنذاك خلال حروبه مع الجارة إيران التي كانت خلالها ميسان عبارة عن سواتر حرب وخلفيات لجبهات الحروب فدمرت أرضيته بالكامل (التارتان) و(الثيل) جراء العروض العسكرية التي كانت تقام به,لم تجرى لملعب ميسان الدولي مراسيم افتتاح رسمية من عام انتهاء العمل به في عام 1983 إلا في الموسم الكروي ( 1987- 1986) فأقيمت عليه مباراة مثيرة جدا جمعت قطبي الكرة العراقية آنذاك (الرشيد ) التي كان يحمل شارة الكابتن فيها كريم محمد علاوي وفريق( الميناء) الذي كان يحمل شارة الكابتنية فيه جليل حنون , وحضرها آنذاك نجل النظام السابق (عدي صدام حسين )الذي لم يرق له التشجيع الكبير للميناء وتفاعل الجمهور مع الميناء دون الرشيد فقال في ختام المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مابين فريقي الميناء والرشيد كلمته المشهورة (ولله حرامات هذا الملعب هنا ….كون بيه جروخ جاشلته) .
سنوات لن تتكرر
شهد الملعب سنوات تألقه خلال نهاية الثمانينات والتسعينيات فقط  حينما كان النظام ينسحب منه بعد أن يحيله لخربه ودمار , رغم ذلك فان على أديم أرضه تغزلت به أقدام نجوم الفرق الجماهيرية ونجوم الكرة العراقية .
يقول علي جبار رئيس نادي ميسان الرياضي ” إن ملعب ميسان الذي لم نهنأ به طويلا رغم انه ملعب دولي كبير فان كان خلال الثمانينات ملعبا للميناء فجرت فيه كل المباريات الخاصة بالميناء مع الفرق الأخرى .
ويضيف جبار ” لعبت على أديم هذا الملاعب أقدام نجوم في فرق الرشيد (الكرخ حاليا ) الذي كان يقودهم حيدر نجم لاعب نادي النجف سابقا  والبحري والميناء والطيران (الجوية حاليا) الذي كان يقودهم ناطق هاشم وفرق المحافظات جميعا “.
وبين جبار” خلال التسعينات في دوري الممتاز مع صعود فريق نادي ميسان لعب كل الفرق الجماهيرية وغير الجماهيرية عليه فكانت سنوات تألقه الفعلية “.
وتابع جبار” ومع سقوط نظام صدام حسين غاب الملعب عن الوعي ودمر بشكل مؤسف فهجرنا كرياضيين لملاعب المحافظات فأثر على مستوى لاعبينا ونفسياتهم “.
وأوضح جبار” كنا ولازلنا نمني النفس بعودة الملعب إلى أيامه الجميلة لذلك نرفع أصواتنا عاليا بضرورة التراجع عن قرار الإحالة الأخير وإحالته لشركة أجنبية مختصة بالإنشاءات الرياضية في العالم “.
فيما قال السيد حيدر المولى مدير شباب ورياضة ميسان ” ملعب ميسان لم يستغل من قبل الاندية الميسانية وعندما نطالب في انشاء ملعب يكون الرد بالرفض لأننا نملك ملعباً دولياً وللاسف اصبح هذا الملعب (نقمة) وليس (نعمة) لأن فرق أنديتنا محرومة من اللعب فيه ومنها اختار الميناء في البصرة ملعباً له والآخر اختار ملعب الكوت ملعباً له وهذا اثر سلباً من حيث الصرفيات المالية الباهظة وحرمان جمهور ميسان من مشاهدة ومتابعة فرقه والوقوف معها ورفع معنويات لاعبي فرق أندية ميسان المشاركة في الدوري الممتاز ونتمنى ان يتم تأهيل الملعب الدولي ويعاد مجدداً نشاط أنديتنا الرياضية”.
 
سنوات العسكرة والخراب
تعرض الملعب خلال الثمانينيات أي مع اندلاع الحرب مابين العراق وإيران إلى دمار بعد أن تحول إلى ثكنة عسكرية للفيلق الرابع المتواجد في ميسان ومن ثم دمر الملعب بالكامل بعد عام ابريل 2003 أي بعد سقوط نظام صدام حسين , إذ تعرض إلى أعمال نهب وسلب مرتين الأولى بعد أحداث عام 1991 والثانية بعد عام 2003  .
تحول إلى ثكنة عسكرية استخدمته القوات المتعددة الجنسيات بقواتها والياتها الثقيلة لتدمر ما لم تدمره أعمال النهب والسلب، وفي حزيران من عام 2008 أثناء انطلاق عملية بشائر السلام الأمنية اتخذت قوات الجيش العراقي من ملعب ميسان مقرا لها باعتباره يقع في مركز المدينة وبات من يزور ملعب ميسان الدولي اليوم ويتصفح أروقته سيفاجأ بالصورة التي أصبح عليها، بعد خروج قوات الجيش العراقي منه، حيث كانت تتواجد فيه منذ الثامن عشر من حزيران من العام الماضي حتى خروجها منه , أسلاك كهربائية متقطعة، وأضرار في منظومات التبريد والحمامات والمغاسل,وتارتان متهرئ وأرضية مدمرة ومقاعد مهدمة وسقوف خاوية واثار العسكر والصواريخ التي كانت تطلق عليه بادية كأي تجاعيد رجل هرم .
وقال مدير الملعب  السابق عباس سعدون ” إن الملعب في أسوا حالاته بعد أن فقدت بعض محتوياته،وعطلت بعض الأجهزة الكهربائية ومنظومات التبريد، وتعرضت التأسيسات المائية والكهربائية للعبث، والملعب الآن لا يصلح لإقامة المباريات ومن كافة النواحي”.
وأضاف سعدون “ملعب ميسان يعاني الإهمال والتهميش  والرياضيون يواجهون صعوبات عديدة فنادي ميسان ونفط ميسان يقومون بتدريباتهم في نادي الكوت  ونادي الميناء وهذا أثر على مستوى الفريقين لأنهم لا يلعبون على أرضهم وبين جمهورهم، وعلى الرغم من أن الملعب قد جرى ترميمه في وقت سابق غير أن الشركات كانت غير مؤهلة، ولا تمتلك المهارة في التعامل مع هكذا صرح رياضي مهم”.
تخصيص لم يرى النور … ومطالبات رسمية لم تنتهي
تعاقب على الملعب ما يقارب 25 مقاولا من مقاولي المنفيست (هكذا نريد أن نسميهم) لما اقترفوه من ذنب كبير بحق الرياضة العراقية ومنشأتها الرياضية , وكل مقاول يبيعه للآخر دون أعماره ولما وصل الأعمار فيه لمراحل الكمال دمره العسكر في حملة بشائر السلام ,وبعد مطالب رسمية وشعبية بضرورة أعادة تأهيل ملعب ميسان الدولي أعلنت وزارة الشباب والرياضة في وقت سابق عن لسان وكيلها عصام الديوان – وهذا مثبت في مواقع الانترنت-  عن إن الوزارة خصصت 12 مليار دينار عراقي لأعمار وتأهيل الملعب الدولي في محافظة وكان بمثابة الفرحة الكبيرة للميسانيين إلا أنها الفرحة التي لم تدم طويلا فقد علن في وقت سابق عن إحالة الملعب إلى شركة عراقية محلية غير مؤهلة لأعماره فكان الخبر مثار جدل واستهجان جميع أبناء ميسان .
السيد نائب محافظ ميسان ورئيس ممثلية اللجنة الاولمبية الحاج خالد عبد الواحد كبيان عبر لوسائل الاعلام عن استغربه واعترضه الشديدين على قرار وزارة الشباب والرياضة بإحالة تأهيل ملعب ميسان الدولي لشركة محلية متلكئة في انجاز مشاريعها السابقة وغير مختصة في الإنشاءات والبنى التحتية الرياضية وقال”سجلنا اعتراضنا على احالة وزارة الشباب والرياضة لمشروع ترميم ملعب ميسان الدولي لاحدى الشركات المحلية كان نابعا عن تجربة الحكومة المحلية في ميسان مع تلك الشركة ,فهي لا تمتلك مشاريع مماثلة في ترميم الملاعب وتأهيلها وكذلك لديها مشروع قيد التنفيذ في مدينة العمارة وهي متلكئة منذ أربعة أعوام وبذلك نجد أنفسنا ملزمين أمام الشعب بان نرفض تلك الشركة ونطالب بنفس الوقت بإعادة النظر في ذلك ,وإحالة المشروع لإحدى الشركات الأجنبية وان المشروع تبلغ قيمته ربع ميزانية المحافظة وهذا بطبيعة الحال أمر يجب الانتباه له من خلال الانجاز ونوعية العمل والكوادر العاملة فيه ,فيما طالب قيادات رياضية ولاعبين وصحفيين رياضيين عبر تجمع كبير كان من المقرر الخروج به بتظاهرة كبيرة تطوف شوارع ميسان رفضا لقرار الإحالة الأخير ” إن قرار الإحالة ظلم كبير لمحافظة ميسان التي كانت ولازالت تعاني الظلم والحرمات والإقصاء والتهميش وبرجوازية السلطة المركزية في تعاملها مع المحافظات,مطالبين وزارة الشباب والرياضة بإعادة النظر بهذا القرار وإحالته لشركة مختصة في مجال البنى التحتية الرياضية .
 
كبيان والديوان والمولى يؤكدان ومعالي الوزير ينفي؟؟!!!
 تصريحات الوزير الأخيرة عبر وسائل الإعلام حول عدم وجود شركات أجنبية تقدمت لأعمار البنى الرياضية في بغداد والمحافظات كانت محط استغراب الجميع وذلك للتناقض الذي وقع فيه الوزير مابين تصريحات نائب محافظ ميسان ومن يعملون بمعيته .
نائب محافظ ميسان الحاج خالد كبيان في ذات تصريحه لصحيفتنا ” أننا في فترة سابقة قمنا بالتنسيق مع بعض الشركات الأجنبية الرائدة في مجال بناء وتأهيل الملاعب ونسقنا بينها وبين الوزارة على أمل أن تحصل إحدى تلك الشركات على مشروع تأهيل ملعب ميسان الدولي وللأسف فوجئنا بان الوزارة إحالته لشركة محلية “.
الأمر ذاته أكدته وزارة الشباب والرياضة في تصريحات إعلامية في وقت سابق على لسان وكيلها السيد عصام الديوان – وهذا مثبت في مواقع الانترنت- خلال زيارته الأخيرة لمحافظة ميسان صيف عام 2010 حيث قال “إن ثلاث شركات أجنبية أحداهما ألمانية والثانية سويدية والأخرى تركية يتنافسن الآن لأعمار وتأهيل هذا المرفق الرياضي المهم وفق مناقصة سيتم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة المقبلة من اجل النهوض بهذا الملعب الدولي وإظهاره بالمظهر اللائق الذي يؤهله لاستقبال المباريات الرياضية”.
ومن جانبه أيضا أكد هذا الأمر السيد حيدر المولى مدير شباب ورياضة ميسان عبر تصريحات لازالت مثبتة في مواقع الانترنت قال فيها ” إن شركة ألمانية زارت ملعب ميسان وتقدمت بطلب للدخول بمنافسة الشركات لتأهيله وهي شركة سبق لها ان بنت ملعب (البايرين ميونخ)وملاعب أفريقيا التي جرت فيها كاس القارات وتحمل خمس نجمات من (الفيفا) في بناء الملاعب “.
إلا أن معالي وزير الشباب والرياضة في أخر تصريح له حول مشاريع وزارة الشباب والرياضة في بغداد والمحافظات قال”إن أحالة مشاريع وزارة الشباب والرياضة في بغداد وعموم محافظات العراق لشركات محلية لعدم وجود شركات أجنبية “.
مشيرا أن عدد من المشاريع سيتم إحالتها إلى شركات محلية نافيا بطريقة غير مباشرة كل ما تقدم أعلاه .
 
تساؤلات ومطالب وطنية مشروعة
 يضعها الميسانيون على طاولة رئيس الوزراء..وهيئة النزاهة
تساؤلات في غاية الأهمية يطرحها الميسانيون على جميع أبناء العراق قادة وشعب مفادها,من يقف وراء إحالة ملعب ميسان الدولي لشركة محلية غير مختصة وبلا خبرة ومتلكئة في مشاريعها الأخرى؟؟؟!!,ومن يقف وراء رفض ثلاث شركات أجنبية تنافسن على تأهيل ملعب ميسان الدولي ؟؟,ولماذا لا تريد أن تسمع وزارة الشباب والرياضة والدائرة الهندسية فيها أصوات وصرخات أبناء ميسان الرافضة لقرار إحالة الملعب؟؟!!,ولصالح من تم تدمير ملعب ميسان الدولي وتعاقب (25) مقاولا خلال السنوات الماضية عليه ؟؟!!,ووزير الشباب والرياضة  في تصريحاته الأخيرة …أما تم تضليله ؟؟؟أو يحاول الالتفاف على الحقائق تحت وطأة مطالب الميسانيين ؟؟!!,وما مصير الشركة السويدية والتركية والألمانية في قرار الإحالة الأخير؟؟؟!!!, ومطالب مشروعة تقدم بها الميسانيون جميعا كمطالب عبر وسائل الإعلام على أمل أن يتم الاستجابة لها قبل ان تتحول لمطالب متظاهرين ومحتجين .
مطالب تقدموا بها إلى وزارة الشباب والرياضة والى دولة رئيس الوزارة نوري المالكي والى هيئة النزاهة مطالبين بفتح ملف ملعب ميسان الدولي عبر لجنة وزارية مختصة تحقق في ما يخص أحالة الملعب لشركة محلية وعدم أحالتها لأحدى الشركات الثلاث (السويدية – التركية – الألمانية) التي أعلن من قبل عن تنافسها على أعمار ملعب ميسان ….قرار ومطالب يستحقان الى وقفة مسؤولة قبل أن تتحول إلى قشة غضب شعبي تقصم ظهر .