ارتفع عدد الوفيات بسبب البرد القارص وموجات الصقيع بين النّازحين في الخيام إلى 7 وفيات في حصيلة لا تزال مرشحة للزيادة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال منازلهم واضطروا مرغمين إلى السكن في الخيام منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ قرابة 15 شهرا. وسبق لسلطات غزة أن حذرت أكثر من مرة من خطورة قدوم المنخفضات الجوية وفصل الشتاء وموجات الصقيع بالتزامن مع الواقع المأساوي الذي يعيشه ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي يتعرض للقتل والإبادة والتدمير للمنازل والقطاعات الحيوية ويتعرض للتشريد والتهجير. وتشير التوقعات إلى استمرار تهاطل كميات غزيرة من الأمطار مصحوبة بموجات الصقيع خلال الأيام القادمة، مما يشكل خطرا كبيرا وتهديدا حقيقيا على حياة النازحين الذين يعانون معاناة مأساوية نتيجة جرائم الاحتلال المستمرة على جميع المستويات من هدم منازلهم وأحيائهم السكنية وارغامهم على النزوح إلى خيام مهترئة لا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية. وأدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأشد العبارات هذه الممارسات الإجرامية التي طالت المدنيين الأبرياء ودفعتهم إلى هذه المعاناة المستمرة وذلك بفعل الاحتلال المجرم، مما أوصل الفلسطينيين إلى هذه الدرجة القاسية من المعاناة، داعيا كل العالم إلى إدانة جرائم الاحتلال غير الإنسانية. كما حمل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وكذلك الإدارة الأمريكية والدول التي دعمت وشاركت في الإبادة الجماعية مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وطالب هذه الدول بوقف الإبادة الجماعية وبضرورة التدخل العاجل للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والأممية والتّحرك الفوري وممارسة دورا فعليا للضغط على الاحتلال من أجل وقف جريمة الإبادة الجماعية ووقف تداعياتها الخطيرة على الواقع الإنساني في قطاع غزة. كما ناشد الدول العربية والإسلامية وجميع الجهات الإنسانية والدولية بضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ المدنيين في قطاع غزة وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم من مأوى وغذاء ودواء، بما يضمن كرامتهم الإنسانية ويحفظ أرواحهم من برد الشتاء وموجات الصقيع الشديدة. وغرقت، ليلة الأحد إلى الاثنين مئات الخيام في مخيمات النزوح في مناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث أمضى النازحون خاصة في مناطق دير البلح ومواصي خانيونس جنوب القطاع ليلة قاسية داخل خيامهم التي غمرتها مياه الأمطار وعصفت بها الرياح. ودفعت الظروف الإنسانية الكارثية حوالي 2 مليون نازح، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى العيش في خيام مهترئة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة ولا تقي من برودة الشتاء ولا من موجات الصقيع القاسية بعد أن دمر جيش الاحتلال الصهيوني منازلهم. وأوضحت مسؤولة الطوارئ في الوكالة الاممية لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، لويز ووتريدج، في تصريحات صحفية أن أكثر من مليوني شخص ما زالوا محاصرين في ظروف مروعة في غزة ومحرومين من احتياجاتهم الأساسية. وحذرت مسؤولة الاتصالات الرئيسية في منظمة "اليونيسف" في غزة، روزاليا بولين، من صعوبة الوضع في قطاع غزة مع حلول فصل الشتاء، مشيرة إلى أن الأطفال يشعرون بالبرد والرطوبة فيما لا يزال الكثير منهم يرتدون ملابس الصيف، وقالت أن الأطفال يبحثون بين الأنقاض عن قطع بلاستيكية ليحرقوها وأن الأمراض منتشرة في القطاع في ظل انعدام الخدمات الصحية وتعرض المستشفيات للهجوم بشكل مستمر. ظروف استشهاد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق أممية طالبت مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان، أمس، بتشكيل لجنة تحقيق أممية في ظروف استشهاد المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني ومعسكراته. وذكرت مؤسسة "الضمير" في بيان لها أن "استشهاد المعتقلين بالتعذيب والإهمال الطبي هو سياسة رسمية تعبر عن نهج حكومي تمارسه قوات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال ومعسكراته". وأشارت إلى جريمة استشهاد المعتقل، محمد فخري عبد أبو وردة، من سكان جباليا شمال قطاع غزة الذي تعرض لجملة من الإجراءات والممارسات من إهمال طبي وتعذيب جسدي ونفسي أديا إلى الاستشهاد كما ورد في الإفادات والشهادات. وأضاف البيان أنه بحسب البيانات المتوفرة لدى مؤسسة "الضمير"، فقد اعتقلت قوات الاحتلال في يوم 20 نوفمبر 2023، أبو وردة، من داخل منزله في جباليا خلال عملية اجتياحها. ونتيجة للإهمال الطبي وسوء المعاملة التي تعرض لها أثناء الاحتجاز، تم نقله إلى مستشفى "سوروكا" بتاريخ 27 ديسمبر الجاري وأعلن عن استشهاده بداخله. وهو ما يعكس سياسة الاحتلال المستمرة في استخدام التعذيب والإهمال كأدوات قمعية ضد المعتقلين الفلسطينيين. وطالبت الهيئات الدولية بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتدخل العاجل والعمل على توفير الحماية للمعتقلين الفلسطينيين وتكثيف الزيارات للاطلاع على أوضاعهم داخل المعسكرات وسجون الاحتلال. وتزامن ذلك مع تأكيد هيئة شؤون الأسرى والمحررين أن المعتقلين في سجن "منشة" الصهيوني الذي يقع شمال الضفة الغربية يعيشون واقعا يوميا كارثيا وظروفا قاسية ومؤلمة على مدار الساعة بما يشكل خطورة على حياتهم. وأوضحت الهيئة، في بيان لها، أن سجن "منشة" حديث النشأة، وهو من السجون والمعسكرات التي أنشئت أو أعيد افتتاحها بعد أكتوبر 2023، التي تجاوزت خلالها سلطات الاحتلال الصهيوني كل القوانين والأعراف الدولية. وأشارت إلى أن السجن يتكون من 10 غرف، اثنتان منها للمعتقلين الجنائيين، ويحتجز داخل الغرفة الواحدة من 15 الى 17 معتقلا، مبينة أن الاسرة كما في باقي السجون مكونة من طابقين وفرشة رقيقة جدا لكل معتقل لدرجة أنها لا تمنع برودة الحديد من الوصول لجسده ما يتسبب بحرمانه من النوم، إلى جانب الشعور بالألم بسبب صلابة الحديد. وكشفت الهيئة أن المعتقلين في هذا السجن محرومون من المياه الساخنة وأن هناك معتقلين منذ أكثر من شهر لم يتمكنوا من الاغتسال والاستحمام، إضافة إلى أن الإهمال الطبي والجرائم الطبية تجعلان من المرضى منهم فريسة سهلة للأمراض والآلام والآهات والأوجاع التي ترتفع طوال الوقت وأن وجبات الطعام ثابتة من اللبن والمربى وبكميات قليلة جدا. وأشارت إلى أن أكثر ما يعانيه المعتقلون في سجن "منشة" في هذه الأيام هو البرد الشديد، حيث يوجد في كل غرفة أربع نوافذ تدخل منها مياه الأمطار وتشكل مجرى دائما للرياح. كما أن الأغطية خفيفة وبالية ويفتقدون للملابس الشتوية ومن يطلبها منهم يعاقب وغالبيتهم دون جوارب. وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين مؤسسات المجتمع الدولي الحقوقية والإنسانية والإغاثية بالخروج من حالة الصمت والتدخل لدى سلطات الاحتلال لوقف الجريمة بحق المعتقلين والمعتقلات والتفرد بهم وإنقاذ حياتهم.