كل الحكاية
*********
رغم الظروف الصعبة التي مرت بها الامة العراقية ...في السنتين الاخيرتين ...الا ان اتحاد الكرة العراقي المركزي استطاع تنظيم بطولة الدوري بنجاح ....رغم كل المعوقات التي اعترت طريق البطولة ...
انطلقت البطولة التي شهدت مشاركة 36 فريقا (رقم قياسي) لينسخ الرقم المسجل في الموسم السابق ..والبالغ 25 فريقا ...وذلك بعد قرار الاتحاد بتصعيد عشر فرق من الدرجة الاولى الى الدوري الممتاز ..! ومن بين الفرق المتاهلة سجلت خمسة فرق تواجدها لاول مرة ...فمن السليمانية جاء فريق سيروان ليكون ثاني فريق بعد اخيه الاكبر في المسابقة ..ومن بغداد جاء فريقا الكهرباء والشعلة ...ومن صلاح الدين سجل بلد تواجده ليكون رابع فريق من ابناء المحافظة يشترك في الدوري الممتاز ! اما البصرة الفيحاء فقد ارسلت فريقها الجديد نفط الجنوب (الرميلة سابقا) ليكون خامس فرق المدينة في تاريخ الدوري
قسمت الفرق ال36 على اربع مجموعات جغرافية ...وضعت الفرق الجماهيرية الاربع ..على راس كل واحدة فيها ..فقد لعب القوة الجوية في المجموعة الاولى مع الفرق الشمالية ...فيما لعب الزوراء في المجموعة الثانية مع فرق بغداد والفرات الاوسط ..و تواجد الطلاب في المجموعة الثالثة مع فرق الوسط وبقية فرق بغداد ...اما الشرطة فقد تم وضعه على راس المجموعة الرابعة (الجنوبية)
انطلقت منافسات البطولة بلقاء الافتتاح الذي جرى بتاريخ العشرين من اكتوبر تشرين الاول بين نادي الشرطة والضيف الجديد نفط الجنوب والذي انهاه الخضر لمصلحتهم 5-1
في المجموعة الاولى ...لم تحدث مفاجاة كثيرة ...بعد نجاح الفرق المرشحة الثلاثة الجوية ودهوك واربيل في اعتلاء الصدارة بعد انتهاء منافسات المرحلتين ..وان كان فرق زاخو قد زاحم الفرق المتاهلة طويلا وكاد يحقق المفاجاة ويتاهل لولا اتفاق اكثر من طرف على اقصائه ! كما حقق القادم الجديد سيرواني نوى اكثر من مفاجاة لينجح في اخر المطاف في البقاء ضمن دوري الاضواء ..الذي ودعه شقيقه الاكبر السليمانية ..جنبا الى جنب مع فريقي بيرس والموصل الذي خاض جميع مبارياته خارج ارضه بسبب الاوضاع الامنية التي تعيشها المدينة الحدباء
في المجموعة الثانية ..احتدم الصراع بين الزوراء والنجف على صدارتها ...ففي لقاء عاصف نجح النجفيون بالعودة الى مدينتهم بنقطة ثمينة من ملعب الزوراء...منتظرين لقاء العودة الذي اسفر عن تعادل الفريقين ايضا ...ليكون للفرق الاخرى الراي في تحديد متصدر ووصيف المجموعة ..! وهذا ما عبر عنه فريق الجيش الذي مثل عقدة استعصت الحل لدى النجفيين عندما فاز عليهم في المرحلة الاولى وتعادل معهم في المرحلة الثانية ليرحم اهل القباب الذهبية من اربع نقاط ثمينة ..كانت كفيلة باهداء الصدارة للنوارس البيضاء ! ومما يؤسف له الصعوبات التي عانتها فرق هذه المجموعة من خلال الانتقال في بعض مناطق التوتر الامني ... ولكنها جابهتها بشجاعة لتسهم في استمرار البطولة ونجاحها ! البطاقة الثالثة في هذه المجموعة نجح فرق كربلاء ورغم التراجع الحاد في نتائجه باقتناصها ...بعد ان كادت الخطوات الاخيرة ان تسهم في صعود فريق الصناعة بدلا عنه لكن الحظ حالف الكربلائيين هذه المرة ! وبانتهاء منافسات المجموعة هبطت اندية الاستقلال وبابل مع فريق الشعلة الذي سجل عودته الى دوري المظاليم
وشهدت المجموعة الثالثة منافسة حقيقية بين فرقها ...فقد لوح حصان الدوري الاسود والقادم الجديد الكهرباء بعصى قوته ...تحت قيادة مدربه نبيل زكي مع مجموعة من اللاعبين المغمورين ..واستطاع ان يقدم مباريات حلوة في بداية المسابقة محققا الانتصار تلو الانتصار ...كما استفاق فريق سامراء من سباته في المرحلة الاولى ..وتناسى كل الصعاب ليحقق الانتصار تلو الانتصار على الرغم من خوضه مبارياته خارج المدينة الاثرية ...اما الفريق الانيق الطلبة ...فقد بدا وكانه سلحفاة السباق ...وذلك بتحقيق سلسلة من النتائج المتواضعة .قبل ان يحث الخطى في الامتار الاخيرة وينجح في اعتلاء الصدارة عند خط النهاية ....اما فريق الكهرباء ..فقد بدا وكانه ارنب السباق الذي انهكه التعب ..فرغم انه قدم فتى الدوري وهدافه الذهبي مصطفى كريم صاحب الاهداف ال16 ...الا انه اخذ يترنح في الادوار الحاسمة ..ليفقد بطاقة التاهل التي كانت في متناول يده على طول الخط ..التي ذهبت لمصلحة النفط والكرخ اللذين ضربا مثلا سيئا في الروح غير الرياضية عندما تعمدا الخروج بنتيجة التعادل في مواجهتهما الاخيرة كونه يضمن لكليهما التاهل باقل الخسائر ويبعد الكهربائيين عن طريقهم وهذا ما حصل ! وقد هبطت اندية بلد وصلاح الدين والرمادي الى الدرجة الاولى بعد احتلالها المراكز الثلاثة الاخيرة
في المجموعة الرابعة ...قدم الشرطة اقل الجهود الممكنة لضمان التاهل ...من خلال عدم ذهابه للمباريات التي راى انها لا تؤثر على تاهله ...وفي المقابل ...كان ابن البصرة العريق الميناء متحينا لكل فرصة من اجل اثبات ذاته ووجوده سيدا لاندية الجنوب ! اما شقيقه البصرة ..فلم يستفد من تحذيرات الامس القريب ...ليتكبد الخسائر الواحدة تلو الاخرى ويهبط في اخر الامر مع الهابطين ..مع الناصرية ومع الديوانية الذي انسحب منذ وقت مبكر من انطلاق عمر المنافسة لعدم قدرته على اللعب خارج المحافظة بسبب ملعبه المدمر ..ليتم شطب نتائجه وهبوطه في المرحلة الاولى ..قبل ان يلحق به البصرة والناصرية ! اما فريق نفط الجنوب الضيف الجديد فقد نجح بضمان بقائه في البطولة . بعد ان كان يطمع في بعض ادوار البطولة باكثر من ذلك ...ولكنه لم يلبث ان سلم بالامر الواقع ..بعد ان راى اصرار الفرق ذات التاريخ الاطول على التاهل ...ومنها فريق الكوت الذي شهد صحوة في المرحلة الثانية قادته لازاحة الشرطة واحتلال المركز الثاني بعد المتصدر الميناء ولتصعد الفرق الثلاثة الى الدوري الحاسم دوري النخبة
وفيما ياتي ترتيب الفرق بانتهاء مباريات المجموعات الاربع
وبتاهل 3 فرق من المجموعات الاربع ....اصبح عدد الاندية 12 فريقا ...تم تقسيمها على اربع مجموعات بالقرعة .. بعد ان وضعت الفرق التي احتلت مراكز متماثلة في مجموعاتها في سلة واحدة .. لتلعب دوريا من مرحلتين ليتاهل متصدر كل مجموعة الى الدور نصف النهائي
اوقعت القرعة فريقي الزوراء والنجف في مواجهة بعضهما مرة اخرى ..ومواجهة القيثارة الخضراء ..في المجموعة الحديدية ..الثالثة ! في حين قادت الاقدار الرفاق الثلاثة الطلبة-الكرخ-النفط الى ملاقات بعضهم مرة ثانية ضمن منافسات المجموعة الثانية ...في حين توجب على الجويين مواجهة اربيل والكوت في المجموعة الرابعة ...اما الميناء فقد اوقعته القرعة في المجموعة الاولى مع فريقي دهوك وكربلاء
وانطلقت منافسات دوري النخبة ..ففي المجموعة الاولى افتتح الميناء مسيرته لاستعادة الامجاد بالفوز على منافسة الرئيسي على البطاقة اليتيمة فريق دهوك بهدف واحد في البصرة .,.ثم نجح بعد اربعة ايام بالعودة بفوز جديد وثلاثة نقاط اخرى من كربلاء ..في حين تعثر دهوك ليتعادل ومضيفه كربلاء بهدف واحد ..ليقترب الميناء من اقتناص بطاقة التاهل وتمثيل العراق في المحافل الدولية لاول مرة في تاريخه .. ! غير ان دهوك نجح باحياء اماله مجددا عندما فاز على ارضه وبين جمهوره على الميناء 3-1 ..قبل ان ينجح البصريون في جعل احلام دهوك في خبر كان عندما سحقوا كربلاء 4-1 ليتاهلوا الى الدور ربع النهائي
في المجموعة الثانية ...كانت الامور تسير على خير مايرام للطلاب في سعيهم للدفاع عن لقب اخر دوري اكتمل في العراق عام 2002 ....فقد حقق الطلاب الفوز على الكرخ مرة وعلى النفط مرة ..ثم تعادلوا معهما ..ليوفقوا في مساعيهم ويبلغوا الدور نصف النهائي ... دون كثر من الصعوبة
في المجموعة الحديدية ..لم يتمكن الزوراء والنجف من حسم المواجهتين المباشرتين مرة اخرى ..ليتحدد تاهل احدهما على ضوء ما ستسفر عنه مواجهتهما مع الفريق الثالث الشرطة ..والذي قدم اسوا عروضه ..وخسر مبارياته الاربع .. ليحسم فارق هدف واحد تاهل الزوراء واقصاء النجف في اخر الامر
في المجموعة الرابعة ...كان الجميع يتوقع ان الجويين سينالون بطاقة التاهل بسهولة ..لكن فريق اربيل نجح في وضع الجوية عند حده بعد ان غلبه في افتتاح منافسات المجموعة بهدف واحد دون مقابل ..ثم حقق فوزه الثاني على حساب الكوت المنهك برباعية ...وبدا الجميع يتساءل كيف سيكون شكل الدور الرباعي بدون العريق ...لكن رجال صباح عبد الجليل نجحوا في وضع الامور في نصابها الصحيح عندما حققوا فوزا رباعيا كبيرا على اربيل ..ضمن لهم التاهل وبلوغ الدور نصف النهائي بفارق الاهداف عن هولير
وهكذا تاهلت ثلاثة فرق بغدادية جماهيرية ..هي الطلبة والزوراء والجوية ...مع فريق واحد من البصرة هو الميناء الى الدور نصف النهائي ....الذي جرى ولاول مرة باسلوب الذهاب والاياب ! وقد حسمت مباريات الذهاب المنافسة ... فقد فاجأ الجويون غريمهم الطلابي عندما تغلبوا عليه بهدف واحد في الجولة الاولى ... ومن ملعب الشعب عاد الميناء بفوز يعادل وزنه ذهبا ..عندما اوقف زحف الزورائين وتغلب عليهم في عقر دارهم ..في اول هزيمة للفريق منذ انطلاقة الدوري
في جولة الاياب ...بكر الجويون بهز شباك الطلاب لتصعب المهمة على ثائر احمد ورجاله في الاستمرار بالدفاع عن اللقب الثمين ..خصوصا بعد ان نجح الجويون بالتقدم 2-صفر ..قبل ان يستفيق الطلاب متاخرين ويعدلوا النتيجة .. ويفشلوا ببلوغ النهائي ..بمجموع المبارتين 2-3
وفي اللقاء الاخر ...لم يتمكن الزوراء بالخروج باكثر من التعادل في البصرة ...بعد ان نجح الميناء باستحضار احلام عمرها 27 عاما ...لينجح ناصر طلاع ورفاقه في رسم البسمة على وجوه مشجعيهم شيبا وشبابا ..ويتاهلوا الى المباراة النهائية
وفي لقاء تحديد المركز الثالث ... لعب الطلاب بثقة زائدة ..وكادوا يدفعون الثمن ...قبل ان يتقدموا بهدف سرعان ما عادله الزوراء... ليلجا الفريقان الى الركلات الترجيحة التي تالق فيها الحارس الدولي نور صبري وصد ركلتين للزوراء منحت الميداليات البرونزية للطلاب الذين لم يخرجوا خاوي الوفاض
وفي المباراة النهائية ..رفض اتحاد الكرة ان تقام المباراة في ملعب محايد او ان تقام باسلوب الذهاب والاياب ..ليمنح القوة الجوية الافضلية باللعب في ملعب الشعب ..والذي شهد صمودا بطوليا لفريق الميناء رغم الغبن الذي حدث له .. وينجح العريق في اخر الامر بتسجيل هدفين مثيرين ...اعاد كاس الدوري الى خزائنه بعد 8 سنوات من الغياب