شيخ الكرة البصرية كريم علاوي يروي ذكرياته لـ (الزمان):
سفّانة الجنوب يصطادون الروح وفي الوطني الأول كتبت قصة الخلود
الناصرية – باسم ألركابي
مازالت مدينة البصرة تشكل ثاني معقل كروي في العراق بعد العاصمة بغداد لاكثر من سبب منها مزاولة اللعب بوقت متقدم وكذلك وجود الفرق والاندية التي تأسست في بداية الثلاثينيات من القرن الماضي منها نادي الميناء الذي تاسس في عام 1931 وكذلك نادي الاتحاد 1937 فريق شركة نفط البصرة واخرى وبقيت الفرق تقدم العطاء في المنافسات المختلفة قبل ان تبقى البصرة احد الروافد المهمة للكرة العراقية من خلال تقديم النجوم الكروية التي فرضت نفسها سواء في تمثيل المنتخبات او الادارة حيث العمل في الاتحادات المركزية كذلك التحكيم
ومن حق البصرة ان تفتخر بغطاء هؤلاء الرياضيين الذين لمعوا في مجال اللعبة والتي تحتفظ بهم ذاكرة اهل البصرة لليوم ويشعر من هو قريب من رياضة البصرة وتحديدا من كرة القدم بشيء مميز ونكه ليس على مستوى ما موجود من الفرق واللاعبين وماشابه ذلك بل على مستوى المتابعين والمشجعين الذين نجدهم في مدرجات ملعب الميناء ممن رافقوا الفريق في رحلته الطويلة وكأنهم يسعون الفريق في قلوبهم التي تصدح بتلك الاسماء والتاريخ الكروي الطويل للمدينة وللميناء عندما تشاهدهم في لحظات التشجيع التي تشكل اثارة عندهم في حالتي الفوز والخسارة غير ان وجودهم في الملعب يعطي إضافة للمباريات ومنهم من يتحدث لك عن تاريخ الكرة البصرية وفرقها ولاعبيها باعتزاز بالغ واتمنى على الإخوة المهمتمين ومتابعي رياضة البصرة ومنهم من شاخوا ان يقدموا على أرشفة التاريخ الكروي البصري لاهميته وتقديمة للجيل الحالي وارشفته لان تاريخ كرة البصرة يختلف عن بقية المحافظات وكما هو معروف وله خصوصية ولذا ادعو جامعة البصرة ومن خلال كلية التربية الرياضية بالتنسيق مع من لهم علاقة بالرياضة وكرة القدم واذكر منهم الاستاذ سامي ناجي وكذلك كريم علاوي ولاعب المنتخب الوطني عبد الرزاق احمد ورحيم كريم ومدربين ولاعبين
واليوم نلتقي احد رجال اللعبة في البصرة الاسم الكروي المعروف كريم علاوي الذي يعد اول لاعب من مدينة البصرة ممن لعب للمنتخب الوطني الاول عام 1951 والذي تحدث لنا عن تاريخ الكرة البصرية وهو الذي لعب لنادي الجنوب وبعدها الى نادي الميناء ومن ثم امينا لسر النادي وهو الذي قال لنا في لقاء سابق من ان نادي الميناء يعد اول نادي ولد متكامل في المنطقة مع النادي الاهلي المصري
من البداية
ويعود لنا لبداية اللعب وحكاية الكرة البصرية التي يقول دخلت الكرة للبصرة مع دخول قوات الاحتلال البريطاني 1914 وتواجدوا في منطقة الداكير في العشار واقاموا معسكرا ومكانا لتصليح الزوارق وعملوا ساحة لكرة القدم بالقرب من المعسكر واخذوا يتدربون فيها خلال ايام الاستراحة وكان بعض الصبيان يتجمعون خلق الساحة يقومون في جلب الكرات التي تذهب بعيدة قبل ان تتولد لديهم فكرة تشكيل بعض الفرق الشعبية ومنها (فريق التجدد وفريق الاتفاق وفريق الاتحاد وفريق الرحمانية ) ومن بين ابرز لاعبيها ( مخلص احمد وعبد الواحد العطار وعبد المجيداجمد وحين الروغة وفؤاد محمد علي وعبد الرصا عباس وعبد الصمد نجم زناظم مجبد وسامي الهلالي ورشاد المفتي وبدها شكلت فرق في عدد من المدارس الابتدائية (الدية ومن لاعبيها حمودي البدر وطارق العطية وجميد مجيد ويوسف بتي ومسن فرج ومجيد النقيب وجوزيف فرج وطالب الهواز وشاكر اسماعيل وعزيز الهزام وفريق مدرسة السيمر ومدرسة لاعبيها ستار سلمان وكريم علي ومدرسة فيصل الاول وسميت فيما بعد الجمهورية ومن لاعبيها نوري البدر وصالح الشيخ وكريم علاوي وجورج القس وسيد محمدسيدباقر الحكيم وكذلك شكل فريق في منطقة المعقل ومن اهم لاعبيه حيدر الشيخ علي ونافع عقيق وجودي البدر ومع توسع تشكيل الفرق المدرسية كانت تجري بطولة بين المدارس التي كانت في وقتها وبعدها تم تشكيل منتخب تربية البصرة(المعارف ) الذي كان يشارك ببطولة المنطقة الجنوبية التي تضم منتخبات البصرة وذي قار وميسان والفريق الفائز في المنطقة الجنوبية ينتقل الى الدور النهائي الذي يشمل فرق منتخبات المناطق الوسطى والشمالية.
ويقول علاوي كان من بين اللاعبين الذين مثلوا منتخب تربية المحافظة حامد البازي وحمودي البدر وكريم جابر ويوسفبني ومحسن خرجو وشكل منتخب تربية البصرة مرتكزا للكرة البصرية وقدم اللاعبين الى فرق البصرة وساعد في تشكيل عدد اخر من الفرق التي شكلت (فريق ألسراجي والانضباط والملاكامب في المعقل وفرق بريطانية
واول منتخب بصري شكل في بداية الأربعينيات من القرن الماضي وتالف من زكي هواز وكريم حمودي ومهدي محمد ومحين فرج وكريم علاوي وصبيح درويش وشاكر إسماعيل وكريم جابر وعزيز الهزام وجميل شمو وخالد اسكندر ومايكل ستنلي وجاسم البدر وطارق خليل ومجمد الهواز
اول لقاء خارجي
ويقول علاوي ا ن اول مباراة لعبها الميناء البصري كانت في 1945 عندما قام الميناء بزيارة مدينة عبدان وخاض مباراتين مع فريق شركة عبدان وتمكن الفريق من الفوز في تلك المبراتين بعدما مثل الفريق كل من اللاعبين كريم علاوي ومهدي محمد زكي ومصطفى حميد وجاسم البدر وكريم جابر ومحسن فرج وصبحي محمدزكي وحميد مجيد وصبيح درويش وعبد الرزاق طاهر وشاكر اسماعيل.
ولعب منتخب البصرة مع منتخب بغداد الاهلي وتمكن منتخب بغداد من الفوز على البصرة بأربعة أهداف لثلاثة اهداف.
تشكيل اتحاد الكرة
وفي عام 1948قرر بعض العاملين في وزارة التربية المعارف سابقا وبعض المؤسسات الأخرى تشكيل اتحاد للكرة الراقية بعد الحصول على موافقة الاتحاد الدولي وتشكل الاتحاد الذي نظم اول بطولة شاركت فيها فريق الحرس الملكي والكلية العسكرية والطيور الزرقاء ومن البصرة نادي الميناء وشركة نفط البصرة اضافة الى منتخب كركوك واحرز البطولة فريق شركة نفط البصرة والتي احرزها فريق شركة نفط البصرة
وبعدها قام نادي الميناء بزيارة طهران واللعب مع نادي شاهين ولعب ثلاث مباريات تعلب على المنتخب العسكري بهدفين لواحد وتعادل مع منتخب التربية بهدفين قبل ان يخسر من نادي شاهين بهدف لهدفين
ويقول كريم علاوي انه لعب مع اول منتخب عراقي في عام 1951 ولعب في تركيا ولم توصف سعادتي وان العب مع المنتخب في تلك الفترة لاني انتقلت لتمثيل المنتخب وفي وقتها المحظوظ من يلعب للمنتخب الوطني بسبب عدد اللاعبين الموهوبين ولان المنتخبات كانت تقتصر على لاعبي بغداد في كل المباريات وهو ما كان يغيض لاعبي المحافظات ونادرا ما يتمكن اي من لاعبي المحافظات من اخذ فرصته في تمثيل المنتخبات الوطنية وفي وقتها كان لي الشرف في ان العب للمنتخب الوطني مع زميلي شاكر اسماعيل وكلانا من نادي الميناء البصري ولعبناامام منتخب ازمير وخسرنا بسبعة أهداف كما خسرنا امام منتخبنا امام نفرة بخمسةاهداف لسبعة ومثل المنتخب في تلك المباراتين اللتين شكلتا البداية لمباريات المنتخب الذي لعب باشراف المدري ضياء حبيب وكل من اللاعبين مرسي لنزول وكريم علاوي وناصر جكو وشاكر اسماعيل وصالح فرج وسعيد يشيوع وحمه بشكه وجيل عباس وتوما عبد الاحد وعادل كامل وعبد الودود دخيل
ويقول الشيخ الكروي كريم علاوي الذي يدخل العقد التاسع من عمره انه استمتع في مزاولة كرة القدم منذ ان كنت في المدرية الابتدائية التي شكلت البداية الحقيقية لي ولغيري من الجيل الذي ظهر في تلك الفترة التي كانت كل الالعاب الرياضية تعتمد على لاعبي فرق المدارس والتي شكلت المرتكز لها وكانت تشكل البداية للاعبين الواعدين الذين تلمسوا طريقهم من تلك الساحات الجميلة التي تحمل ذكريات لايمكن ان تنسى وانت تلعب ومحاط بجمهور كبير والكل متحمس ولايعرف غير اللعب لمصلحة فريقه سواء في المدرسة والفرق الشعبية احد اهم روافد الكرة العراقية على مستوى المحافظات التي شكلت دعامة مهمة بعد ان كانت تدار منا ناس مخلصين ولهم الفضل في ادارتها على افضل ما يرام وهي التي قدمت النجوم ولازال الذاكرة الكروية تجمل اسماء تلك الفرق التي توزعت بشكل نوعي
وحول مسيرته مع نادي الميناء في يصفها بالرائعة لان نادي الميناء امتلك خصوصية ليس في مجال كرة القدم بل بدا ناديا متكاملا ولاينقصه شيء من حيث المنشات الرياضية التي سبق فيها بقية انديةالعراق وهو ما جعل منه نقطة استقطاب للطاقات الرياضية البصرية في الكثير من الالعاب الفردية والجماعية حيث كرة القدم التي كان لي الشرف ان اكون احد لاعبي الفريق حتى الاعتزال في الستينيات ويضيق اجد نفسي محظوظ جدا لانني لعبت ومثلت احد اهم الفرق العراقية والكرة البصرية المدينة التي مازالت تتنفس كرة قدم ومنها وبفصل المنادي حصلت على الشهرة عندما لعبت للمنتخب الوطني الذي عزز من علاقاتي مع الرياضيين على مستوى العراق ولليوم اتواصل مع من لعبت معهم في تلك الفترة التي ترسخت في ذاكرتي واعتز بها ما دمت حيا ومازال حبي للحبيب الاولي نادي الميناء صاحب الفضل الاول والاخير على شهرتي واعده جزءا من روحي ويشرفني ان اكون جزءا من لجنة كتابة التاريخ الرياضي للبصرة في لجنة يترأسها الدكتور يوسف لازام وغدد من الرواد ممن لعبوا لفرق المدينة في مختلف الالعاب ونلتقي في مبنى الممثلية في كل اسبوع ونامل ان نوفق في تدوبن و سردالتاريخ الرياضي لهذه المدينة التي مازالت تقدم اللاعبين والرياضيين دون انقطاع.
الامس واليوم
وحول رياضة الامس واليوم فيقول علاوي كل شيء تغير فبعد ان كانت الهواية سلاح الرياضيين الذين كان اغلبهم يلعب اكثر من لعبة وهواية حتى منهم من يلعب ثلاث مباريات في اليوم الواحد والكل يتدرب ويلعب من اجل الهواية وبقي الوضع على هذا الحال مع تحقيق النتائج المميزة قبل ان ياخذ عدد من اللاعبين طريقهم الى المنتخبات فلاتوجد انذاك بنى تحتية ولامنشات رياضية لكن العطاء كان كبير بسبب شدة المنافسة ورغبة ممارسة الالعاب الرياضية وكان العمل يتسم بالضبط والدقة والاخلاص وبذل اقصى الجهود في وقت نجد اليوم الكل يعمل تحت شعار العمل الجاهز سواء بين المدربين وحتى الادارات .
وعن واقع الكرة البصرية اليوم يقول شيخ الكرويين البصريين يسير بين المد والجزر لكنها تعطي الكثير من خلال فرق المحافظة ممثلة بنادي الميناء ونفط الجنوب البحري والفرق البقية التي اجد من مشاركاتها مهمة وهو ما يعكس المستوى المقبل للكرة البصرية من خلال نتائج الفرق المشاركة في البطولات الحلية ومهم ان يتظم عدد من لاعبي المدينة في مختلف المنتخبات الوطنية وهو ما يمسك الميتة المطلوب.
ووصف لاعب شركة نفط البصرة والحكم الاتحادي مسافر شنان الشيخ كريم علاوي باللاعب الفنان لما يمتلكه من قدرات فنية عالية تميز بها من اول يوم لامست قدماه كرة القدم التي بقي مميزا منذ ان تدرج من فرق المدارس ثم منتخب التربية ونادي الميناء ويتمتع بسرعة عالية ويمتاز بالتهديف البعيد ويجيد المراوغة واتذكر في مباراة لعبها الميناء مع منتخب الجزائر في عام 1959 لم يقدر على ايقافه المدافع الجزائري المعروف خلوفي الا بشد ثوبه من ثوبه بعد ان تقدم الى منطقة جزاء الفريق الضيف وكان كل المدافعين يحســـــــــــــــــبون له بسبب سرعته وقدراته العالية وكان موهبة في المراوغة والتهديف لابل كان اللاعب الذي يسرق انظار المتفرجين وبقي متالقا في اللعب حتى اعتزاله والتوجه الىالادارة ونجح فيها بعد ان تولى مهمة امين سرنادي الميناء وبعدها عضوا في الادارة وترك بصمة في ملاعب البصرة والعراق ويكفي انه اول لاعب من البصرة صحبة زميله شاكر اسماعيل مثلا المنتخب الوطني
ويمتلك ذاكرة كروية واسعة حيث تاريخ الرياضة البصرية والصور لمختلف مراحل الحركة الرياضية البصرية ويعد موسوعة رياضية في هذا الجانب كما انه بقي الاخ والصديق لكل اللاعبين والرياضيين ويحظى باحترام الجميع.